الثلاثاء، 24 يناير 2017

المقال الرابع : مع القاعدة الأولى * الطريق الى الحقيقة *

المقال الرابع : 

 مع القاعدة الأولى :

 * الطريق الى الحقيقة *


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
إشارة سريعة *
عندما بدأت فى شرح * قواعد الحب والعشق *
 شاهدت فى الرؤيا ،
 وكأنى أكتب عن الله وهو يقول سبحانه: 

( قل لمن يحبونى ،
 لو علموا بمدى حبى  لهم ،
 لماتوا من شدة الفرح )
ودائما فى بداية مقالاتى ،
 أضع روابط مواقعى ، 
 بفضل الله :
( لى أكثر من 14 موقعا إسلاميا وعالميا )
وهى على الرابط التالىhttp://nor555.blogspot.com.eg/2016/01/blog-post.html
=================================
وبفضل الله ،
 لى *أكبر موقع عالمى *
 متخصص فى أسرار الأحجار الكريمة الروحانية ؛؛؛؛
وهو يحتوى على :
( 23 مقالا فى أسرار الأحجار الكريمة )
على الرابط التالى :
==================================
*  القاعدة الأولى  : 
الطريق إلى الحقيقة *
=================================
=================================
 يقول القطب العاشق :
 * شمس الدين التبريزى *
(( إن الطريق إلى الحقيقة ، يمر من القلب ، لامن الرأس .
فاجعل قلبك لاعقلك دليلك الرئيسى ، واجه تحدى 
وتغلب فى نهاية المطاف ، على نفسك بقلبك ، إن معرفتك بنفسك ، ستقودك  إلى معرفة الله  . ))
===================================
**** ماهوالطريق **** ؟؟؟
 **وماهى الحقيقة ** ؟؟
==============================
يقول * شهيدالمحبة ، والعشق المقدس 

*** الحلاج *** 
 فى كتابه ( الطواسين ص16 )
( ... الفراش يطير حول المصباح ،
 إلى المصباح ، 
ويعود إلى الأشكال ،
 فيخبرهم عن الحال ،
 بألطف مثال ، ثم يمرح بالدلال ،
 طمعا فى الوصول الى الكمال .
ضوءالمصباح علم الحقيقة ،
 وحرارته حقيقة الحقيقة ،
 والوصول إليه حق الحقيقة ... )
   1 -  
التعرف على * المحبوب * وبالمعرفة تنشأ المحبة فى القلب ،،
 ثم تزداد فتصبح ودا ،،،
   2 -  
المودة المتبادلة ، بين * المحب والمحبوب *
   3   -
 العشق والفناء ، فى جمال المعشوق ، وينشأ العشق فى روح * المحب * ،،
 فهو عاشق لجمال وجلال وكمال محبوبه ، فإن فنى عن صفاته ، فى صفات محبوبه ،،
 صار * العاشق * معشوقا لمحبوبه الأحد ، وأصبح * العشق ، والعاشق والمعشوق * صبغة واحدة ،،،
 فلايمكن الفصل بين العشق والعاشق والمعشوق .
================================ قال علماء التحقيق : 
* الفصل بين العشق ، والعاشق ، والمعشوق * كفر فى دين العشق .
================================
 لماذا ؟؟؟
 لئن الفناء ، فى صفة العشق ،
 هو  فناء فى المعشوق * الله *
 وتلك المرحلة هى تجلى خاص ،
 فقد تجلى لأحبابه ، بعشقه لذاته المقدسة ، 
عشقا مقدسا * حيث لازمان ولامكان * فعشقوه ،،
 فألبسهم من نوره وجماله ،،،
 بلا حلول ، ولاإتحاد ،
 ولافصل ولاوصل ،،
،، هو هو أحد ، وهم هم ،،
 عشاق ومخلوقات ، من وجه ،،،،
 وهم صفته من وجه آخر ،،،، 
لأنهم خلق أبدعهم ،
 والخلق من تجليات صفات الخالق والموجد ،،، 
 والصفات ترجع إلى الذات المقدسة .  فتامل *
==================================
*** علم الحقيقة ***
==================================
هذاالعلم يختص بالبحث فى شئون الله ، من حيث ذاته ،
 وصفاته ،
  وأفعاله ،
 وأسمائه ،،،
تلك هى الحقيقة ، 
التى أشار إليها  الأمام : شمس الدين التبريزى - فى القاعدة )
 فالحقيقة محيط ، من الأنوار ،
 لاساحل له ولاقرار ، 
بلا بداية ،  وبلا نهاية ،،،
 لأن الحقيقة ،
 تبحث فى شئون خاصة بالله سبحانه وتعالى مباشرة ؛
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
==================================
*** علم الشريعة ***
==================================
 الشريعة تبحث فى تكميل الهيئات البدنية ،
وتلخصت الشريعة ،
 فى الحفاظ على الضرورات الخمس
وهى (النفس ، والعقل ، والدين ، والمال ، والعرض ) 
وهذا هو مجال الشريعة ،،، 
ولهذا قال * القطب : شمس الدين * فى بعض إشاراته : 
( الشريعة مثل الشمعة ،
 تضيىء لك الطريق ،
 فلا تنشغل بالشمعة ،
 وتترك  الطريق ) . 
====================================
*** علم الطريقة ***
==================================
 وهى تبحث فى تكميل الهيئات النفسية والروحية ،،،
 أى : رحلة النفس فى طلبها للكمال ، ورحلة الروح فى طلبها للكمال الروحى أيضا ،،،،
 وصولا الى فناء صفات النفس والروح ،
 فى صفات * المحبوب * 
 ولهذا أنشد * سلطان العاشقين :
 عمر بن الفارض * قائلا :
  فلم تهونى ، مالم تكن فى فانيا ***
 ولم تفن ، مالم تجتلى فيك صورتى ،،،،،
==================================
*** المحبة والعشق جمال ،
 وجلال ، وكمال ***
==================================

==================================
 الصفات الخاصة بالله ،
 تنقسم إلى ثلاثة أنواع أساسية ،
 هكذا :
 1 - صفات الجمال :
مثل الرحمة ، والرأفة ، والعطف ، والحنان ، والود ، والكرم ، والإحسان ، فهو سبحانه ( الرحيم ، الرؤوف ، العطوف ، الحنان ، الودود ، الكريم ، المحسن ) وهكذا ؛؛؛؛
 2 - صفات الجلال المقدس :
مثل القهر ، والإذلال ، والخفض ، والإنتقام ، والتعذيب ،،،،
 فهو سبحانه ( القاهر ، والقهار ، والمذل ، والخافض ، والمنتقم ، والجبار ،،، ) 
 3 - صفات الكمال :
وهى الصفات التى تجمع ، معانى الجمال والجلال معا ،
 مثل الأسماء الذاتية الخاصة بالله ،، ومنها لفظ ( الله )
 فهو جامع لسائر الصفات المقدسة ، ومثل المتكبر ،،
 فهو إسم ذاتى خاص بالله ،،،
 ولهذا قال سبحانه ، فى الحديث القدسى الجليل :
 * الكبرياء ردائى  والعظمة إزارى ،  فمن نازعنى فيهما قصمته ؛*
وفى رواية أخرى :
( ألقيته فى النار )
=================================
والمحب مطالب أن يعرف صفات محبوبه ، والعاشق يفنى فى هذه الصفات ،
 ثم يخرج منها ، 
ليفنى فى الذات المقدسة ؛؛؛؛
هذا هو الطريق ، بلا حلول ولااتحاد ، ولاوصل ، ولافصل ، 
ولاقرب ولابعد ، 
فالمحبوب * ليس كمثله شيىء *

==================================
ونستمع إلى ( الإمام : محمد بن خوطير العطار )
 فى كتابه ( الجواهر الخمس ج2 ، ص 138 )
وهو يقول ( .... الم  ،، الألف : إشارة الى ( الله ) 
واللام : الى الجمال .
والميم : يعنى الجمال .
والمعنى : أن ذات الحق ظاهرة ، بصفتى الجمال والجلال .
وهذان المرتبتان ، من المراتب الذاتية ، 
الخاصة بالذات المقدسة ، لكن لافى مجهول النعت والصفات .
فذاته تعالى ، محتجب بجلال عظمته ، ومنكشف ظاهر ، فى كبرياء جماله .
ولحضرة الجلال ، إلى الجمال وجه الكمال ،
 كما أن لحضرة الجمال إلى الجلال ، وجه الوصال .
 فالجمال مندرج فى الجلال ،،،
كما أن الجلال مندرج فى الجمال ،،،
والجلال والجمال ، عالمان بعلم الذات المقدسة ،، 
كما أنهما مصدرا لجميع الأسماء والصفات ،،،

=================================
** القلب هو الدليل ،
 فى طريق المحبة **
================================
هكذا أعلنت القاعدة ، التى معنا ،
والعشاق يشيرون بالقلب ، إلى جوهره وحقيقته ، من الناحية الروحية ، وليست الجسدية ، أو العقلية ،،
============================
  * وصف القلب :
 عند جلال الدين الرومى *
==============================
 يقول فى ديوانه 
( مثنوى معنوى ج1 ص 313 ) : 
( .... صفاء المرآة ، وصف للقلب ، الذى يكون قابلا لصور ، لانهاية لها ،
وصورة الغيب التى لاحد لها ، إنعكست فى مرآة قلب * موسى * .
ومع أن هذه الصورة ، لاتستوعب فى الفلك ، ولا فى الفرش ، ولا فى العرش ، والبحر والسماء ،،،،
ذلك أن هذه المواضع ، محددة ومعدودة ...... )
ولاحظ هنا : 
بأن إشارته إلى ( موسى ) تلويحا ، بفيوضات قول الله تعالى :
 *( وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى  تَكْلِيمًا﴿١٦٤﴾ )) 
الآية من سورة النساء ،،،،
وأيضا فى إشارات ( جلال الدين )وحديثه عن ( حقيقة القلب ) 
وأنه مثل المرآة الصافية ، تعكس تجليات الله ، وجماله ، وجلاله ،، 
وهذا واضح ، فى الحديث القدسى الجليل : ( ماوسعنى أرضى ، ولاسمائى ، ووسعنى قلب عبدى المؤمن )

================================
( مجاهدة النفس ، أساس المحبة )
==================================
تقول القاعدة : 
( .. وتغلب فى نهاية المطاف ، على نفسك بقلبك ، إن معرفتك بنفسك ،  ستقودك الى معرفة الله )
وقد ذكر ( الشيخ الأكبر : موحى الدين  بن عربى )
 فى ديوانه ( ترجمان الأشواق )
 إشارة الى حقيقة النفس ،،
حيث يقول :( ... ورد فى الخبر ، عندما خلق الله النفس ،قال لها : من أنا ؟؟
فقالت : من أنا ؟؟؟
وإنما قالت هذا ، لشدة صفائها ، عندما أوجدها الله ،،،
( قلنا :* فانشغلت بجمالها، عن مطالعة جمال المبدع الحكيم ،،*)
فأسكنها الله ، فى بحر الجوع ( أربعة آلاف سنة ) 
ثم سألها : من أنا ؟؟
فقالت : أنت ربى )
** راجع : ترجمان الأشواق ،، ص40 **
ولهذا قال أهل المحبة : نهاية الطريق ، إلى الله ، أن تظفر بنفسك ، فإن ظفرت بها ، فقد وصلت .
ويقول ( مولانا : جلال الدين ) فى  ديوانه الرباعيات :
* كنت مشغولا بنفسى 
لكنى أبدا ، لم أكن مستحقا لها
وحين كان ، وخرجت من نفسى
وجدت نفسى *
(( مامعنى هذا ؟؟؟ ))
معناه : أن العشق والمحبة ، تلخصا فى الخروج من الأنا ، الخروج من صفات نفسك ، والإتصاف بصفات محبوبك .
ولهذا ورد فى الحديث النبوى الشريف ، قوله * صلوات الله عليه وآله : * 

 تخلقوابأخلاق الله *
قال أهل المحبة : جميع أسماء الله للتخلق بها ، ماعدا إسم ( الله ) فهو للتعلق ؛؛؛؛
===============================
تلخصت المحبة ، فى قول العشاق :
( المحبة : 
هى أن تمت ، قبل أن تموت )
=================================
ولهذا أنشد ( جلال الدين - فى الرباعيات ) :
* أقول مافى خاطرى ، لابد أن أفعله
تقول : مت 
أقول : إن زيت قنديلى ، قد صار ماء
تقول : مت
أقول : إنى كفراشة أحترق
إلى شمعة وجهك
تقول : مت .... ؛*

================================
وفى موضع آخر ، يقول ( مولانا : جلال الدين ) :
(( من لم يمت ، فى حبه ، فهو جيفة ))
================================
 فمجاهدة النفس ، والتحلى بأوصاف المحبوب ، ثم الفناء فى ذاته الأحدية ، لايتحقق إلا بسيف الرياضة الروحية ،، 
ولهذا أنشد * سلطان العاشقين - عمر  بن الفارض ، قائلا : 

( نصحتك علما بالهوى ، والذى أرى
مخالفتى ، فاختر لنفسك ، مايحلو
فإن شئت أن تحيا سعيدا ، فمت به
شهيدا ، وإلا فالغرام له أهل )

================================
=================================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق