الخميس، 26 يناير 2017

المقال رقم 11 * مع القاعدة السابعة ؛؛؛؛ : ( لاتنازع الأقدار )


 يقول * شمس الدين التبريزى *
 تقول القاعدة :
 ( لاتحاول أن تقاوم التغييرات ، 
التى تعترض سبيلك .
 بل دع الحياة تعيش فيك ، ولاتقلق 
إذا  قلبت حياتك ،
 رأسا على عقب .
 فكيف تعرف ، بأن الجانب الذى 
اعتدت عليه أفضل ،
 أم الجانب الذى سيأتى ؟ )

-------------------------------
ودائما فى بداية مقالاتى ، 
أضع روابط  مواقعى *** بفضل الله *** 
 ( لى أكبر موقع عالمى ، متخصص فى أسرار الأحجار الكريمة الروحانية )
 طالع 24 مقالا ، فى هذا المجال  الرائع ،، 
على الرابط التالى : 
http://magd506200.blogspot.com.eg/2016/12/blog-post.html
وعموما : 
جميع مواقعى ( 14 موقعا إسلاميا وعالميا )
 على الرابط التالى :
================================
* ندخل الآن ،إلى شرح القاعدة * 
============================================
 فنقول : تحتوى هذه القاعدة ،
 على أربعة أمور أساسية ،
 فى طريق المحبة والعشق ،
 وهى كالآتى : 
 أولا :
* كن مرنا فى مواجهة الأحداث *
=============================================
    تقول الحكمة :*
  
 ( المرونة هى النجاح )
وليس معنى هذا أن يكون المحب سلبيا 
، بل المراد : أن تكون واثقا ، فى 
 محبوبك ؛؛ ( وهو الله )
لأن محبوبك وهو * الله * له القدرة 
المطلقة ، 
والحكمة البالغة ،
 والسلطان الدائم ؛؛؛ 
ولايوجد سلطان إلا سلطانه وحده ، 
سبحانه وتعالى .

---------------------------------------------------------------
( قصة حدثت لذى النون المصرى )

=============================================

يروى  *إسحاق بن ابراهيم السرختى * 
فيقول :(إتهم مجموعة من الفقهاء، 
* ذا النون المصرى * بالزندقة ، 
والكفر ، والإلحاد .
لأنه يتكلم فى المحبة والعشق .
وأرسلوا بلاغا ضده ، إلى الخليفة 
 المتوكل ، فى ( بغداد )
 فأمر بالقبض على ( ذى النون 
المصرى ) وإحضاره أمامه ، 
من ( مصر ،، إلى بغداد )
ورأى الناس القيود ، فى يده ، 
 فاجتمعوا حوله يبكون .
فكان يقول لهم : هذا من مواهب الله 
تعالى ، ومن عطاياه ،
وكل فعاله عذب وجميل ، 
حسن وطيب .
 ثم أنشد قائلا : 
( لك من قلبى المكان المصون 
 كل لوم على ، فيك يهون 
 لك عزم بأن أكون قتيلا 
 فيك ، والصبر عنك ، مالايكون )

فتأمل فى عظمة ، هذا المحب ،
 فهو الشيخ الروحى ، لشهيدة العشق 
المقدس * رابعة * 
ويبدو لى أنه لماوصل إلى ( بغداد)  
وتحدث مع ( الخليفة المتوكل ) 
أطلق سراحه ، فخرج من عنده ،
ليحدث اللقاء بينه وبين * رابعة * 
 فتأمل .

------------------------------
 ومن أقواله : 
( الأنس بالله ، نور ساطع ، والأنس  
بالناس ،سم قاطع .  
الشوق أعلى الدرجات والمقامات ...
وقال أيضا :
 مدار الطريق إلى الله ، 
على ثلاثة أمور  :
 محبة الجليل ، 
وبغض الفانى القليل ،  
واتباع التنزيل ؛؛؛
=============================================
 ثانيا :
(المحب يربط الأحداث بالذات الأحدية )
=============================================
إن الأحداث التى تظهر ، على ساحة 
الوجود ، 
هى مجرد إشارات نحو * المحبوب ،، 
فهو مسبب الأسباب *
واعلم بأن الأسباب والأحداث ، ليس 
ليس لها قيمة فى ذاتها ، 
وإنما قيمتها أنها من * المحبوب *
 فبه ظهرت ، وبه تزول .
وهكذا يجب على * المحب * 
عدم الوقوف مع الأحداث .
لأنها حجاب تمنعه من مطالعة ، جمال 
محبوبه الأحد ؛؛؛
--------------------------------- 
فلا تعترض على الأحداث ، التى  
تواجهك فى رحلةالحب المقدس ،
واعلم  بأن * المحبوب * 
هو المحرك والمسكن ، 
----------------------------

ولا تتحرك ذرة أو تسكن ، إلا بعلمه 
وحكمته ، وإرادته وقدرته .

وأنشدت ( رابعة العدوية ) قائلة :
( لغيرك مامددت يدا
وغيرك لايفيض ندى
وليس يضيق بابك بى 
 فكيف ترد من وردا
ولطفك ياخفى اللطف 
إن عادى الزمان عدا )

---------------------------------
 فالمجبوب سبحانه ،  
يفيض  بالرحمة  ؛؛؛؛
والحكمة والقرب ، والحلم والعلم .
فهو سبحانه * الصمد * 
الذى يقضى حوائج المخلوقات ،
----------------------------------
وهو لايرد من أحبه وطلبه ،
وهو الغنى عما سواه ،
 وهو صاحب اللطف الخفى ،
ولطفه  بأحبابه يسبق الأزمنة ، 
ويسبق المخلوقات ،
اللطف الإلاهى صفة من صفاته سبحانه.
والصفات ليس لها نهاية ،
 من ناحيةالتجليات . 

=============================================
 ثالثا :

* التحرر *الخروج من ( الأنا )
=============================================
فى رحلة المحبة ،
 يترك المحب صفاته ، 
ويخرج من عوائد النفس ،
 ويترك العادات التى نشأ عليها ، 
فى فترة جاهليته .
----------------------------------

وسمعت بعض أهل المحبة  ،،،
يقول : العادة تورث   البلادة .
يقصد : العادات الظلمانية ، 
التى تعودت عليها النفس الأمارة .
----------------------------------
ولكى يتحقق الخروج من ( الأنا )
فإن المحب ، يرتدى صفات *المحبوب * 

----------------------------------
وقد سألوا( تاج العارفين ،الجنيد ) 
فقالوا له : ماهى المحبة ؟؟
 فقال : 
( دخول صفات المحبوب ، على البدل ، 
من صفات المحب )
بدون فصل ولاوصل ،
 ولاقرب ولابعد ، 
 ولاحلول ولااتحاد .

----------------------------------
 مثلما قال * لبيد الشاعر *
( وفى كل شيىء له آية 
 تدل على أنه واحد )
فالوحدانية ، لها تجليات ،
 فى جوهر كل مخلوق .

----------------------------------

ومن هذا الإتجاه *أنشد * الحلاج *:
( أنا من أهوى ، ومن أهوى أنا
 نحن روحان حللنا بدنا
نحن مذ كنا ، على عهد الهوى
 نضرب الأمثال ، فى الناس بنا
 فإذا أبصرتنى ، أبصرته
 وإذا أبصرته ، أبصرتنا
 أيها السائل عن قصتنا
 لو ترانا ، لم تفرق بيننا
 روحه روحى ، وروحى روحه
 من رأى روحين ، حلت بدنا ؟؟

=============================================
 رابعا :
 مراتب الإنسان ، وكيفية التحرر 
=============================================
وقد عرض  ( الشيخ : محمد العطار  )
فى كتابه الجواهر الخمس ؛؛؛
لمراتب الإنسان ، 
ونذكرها هنا بتصرف وإضافات .

  1 - مرتبةالإنسان الشيطان *
---------------------------------------------
 وهذا واضح مع قول الله تعالى :

( وَكَذلِكَ جَعَلنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطينَ 
الإِنسِ وَالجِنِّ ،
 يوحي بَعضُهُم إِلى بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ 
غُرورًا ، وَلَو شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلوهُ ،
 فَذَرهُم وَما يَفتَرونَ﴿١١٢﴾ ؛؛؛ 
من سورة الأنعام ،،

----------------------------------
 قال قتادة ومجاهد والحسن :

إن من الإنس شياطين ، كما أن من الجن شياطين ،
والشيطان : العاتي المتمرد من كل شيء ،
قالوا : إن الشيطان إذا أعياه المؤمن ،   
وعجز عن إغوائه ، ذهب إلى متمرد من الإنس وهو 
شيطان الإنس ، فأغراه بالمؤمن ليفتنه ؛

 -------------------------------------------
يدل عليه ما روي عن أبي ذر قال :
 قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ):
 " هل تعوذت بالله من شياطين الجن والإنس ؟
 فقلت : يا رسول الله وهل للإنس من شياطين ؟
قال : " نعم ، هم شر من شياطين الجن " .
وقال مالك بن دينار : إن شياطين الإنس أشد علي 
من شياطين الجن ، وذلك أني إذا تعوذت بالله ذهب 
عني شيطان الجن ، وشيطان الإنس يجيئني فيجرني 
إلى المعاصي عيانا ؛؛؛؛

 وعموما : 

الإنسان الذى هو ، فى مرتبة الشيطان ، 
أصبحت صفاته هى صفات الشياطين ، مثل ( الكفر 
والشرك ، والجهل والتعصب الأعمى ، والحماقة ، 
والغرور والتكبر ، والنفاق ،،،
إلى غير ذلك من صفات الشياطين ، 
وهى صفات المرتبة التى هو فيها ؛؛؛

============================================
 2 - مرتبة الإنسان الحيوان :
=============================================
الذى يرتدى الصفات الحيوانية ،
 مثل كثرةالأكل والشرب ، والنوم ، 
والجهل  ، والشهوات الحسيبة ،،،
وغيرها من صفات الحيوانات .
-----------------------------
وعن هذه المرتبة ،،
يقول الله تعالى :
( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ 
أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ
 بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) ؛؛
 من سورة الفرقان ،،،
---------------------------------
 قال (الشيخ: محمد متولى الشعراوى )
 فى تفسيره ، لهذه الآية الشريفة : 
( المعنى : بل أتحسب أن أكثرهم 
يسمعون ،أويعقلون ،،،

أي : لا تعتقد ذلك ولا تظنه ، 
فإنهم لا يسمعون الحق ولا يعقلونه ، 
أي : لايدركونه بعقولهم ،،،
إن هم إلا كأنعام ،
 أي ما هم إلا كالأنعام ، 
 في عدم سماع الحق وإدراكه ،
بل هم أضل من الأنعام ؛؛؛
أي :أبعد عن فهم الحق ،وإدراكه.
-----------------------------------------
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة:
{ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } 
   قال الزمخشري: 
فإن قلت : كيف جعلوا أضل من الأنعام؟
قلت : لأن الأنعام تنقاد لأربابها التي تعلفها 
وتتعهدها،
وتعرف من يحسن إليها ممن يسيء إليها ،،،
وتطلب ما ينفعها، وتجتنب ما يضرها ،
وتهتدي لمراعيها ومشاربها ،
وهؤلاء لا ينقادون لربهم ،
ولا يعرفون إحسانه إليهم ، من إساءة الشيطان 
الذي هو عدوهم.....
وإذا علمت ما دلت عليه هذه الآية الكريمة ، 
فاعلم أن الله بينه في غير هذا الموضع  ،،،
مثل قوله تعالى في سورةالأعراف : 
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَالِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الجن 
والإنس  ،  
لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا ،
وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا ، 
وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَآ  ،
 أولئك كالأنعام ،
بَلْ هُمْ أَضَلُّ أولئك هُمُ الغافلون }
[ الأعراف: 179 ]
-----------------------------
وقوله تعالى : 
{ وَمَثَلُ الذين كَفَرُواْ كَمَثَلِ الذي يَنْعِقُ 
بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءًوَنِدَاءً ،
 صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } 
الآية 171 من سورة البقرة ؛؛؛؛؛
=============================================
 3 - مرتبة الإنسان الملك *
============================================
وهو المتصف بأوصاف الملائكة ، 
 مثل الشوق إلى الله ، ومحبته ، 
والتواضع لجلال عظمته ،
 ودوام طاعته ، 
والإستغراق فى ذكره وشكره ،
 إلى غير ذلك من الصفات الملائكية ؛؛
-----------------------------------------
ورغم جمال هذه المرتبة ،
 إلاأن المحب والعاشق ، يجب أن يتحرر من هذه الأخلاق 
 ويتصف بأوصاف * محبوبه وحده *
 لأن هذه المرتبة  
هى حجاب تمنعه من مطالعة ،
 جمال المحبوب .
=============================================
* 4 *
 مرتبة الإنسان الشامل للروحانية
========================================== 
 وهنا بداية * العشق المقدس * 
وإشراقات الفناء؛؛
*  ثم يخرج  من هذه الصفات 
 لأنها حجاب على الذات المقدسة
ليفنى فى الذات الأحدية  
 وهنا أعلى درجات الكمال الروحى .
 يقول * الشاعر المعاصر - صلاح عبد الصبور - فى  مسرحيته الشعرية ،  مأساة الحلاج * :
( تأمل ، إن عشقت ، ألست تبغى
 أن تكون شبيه معشوقك ؟؟
 فهذا حبنا لله 
أليس الله نور الكون ؟؟
 فكن نورا كمثل الله )
==================================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق